[الجيم]
وأما فتقدم الكلام على أنها تخرج من المخرج الثالث من مخارج الفم، وهو من وسط اللسان، بينه وبين وسط الحنك، وهي مجهورة شديدة منفتحة منسفلة مقلقلة، فإذا نطقت بها فوفها حقها من صفاتها. الجيم:
وإذا سكنت الجيم، سواء كان سكونها لازما أو عارضا، فإن كان لازما وجب التحفظ من أن تجعل شينا، لأنهما من مخرج واحد، فإن قوما يغلطون [ ص: 116 ] فيها، لا سيما إذا أتى بعدها زاي أو سين، فيحدثون همسا ورخاوة ويدغمونها في الزاي والسين، ويذهبون لفظها، وذلك نحو قوله تعالى: {اجتمعوا} [الحج: 73]، و {النجدين} [البلد: 10] و {اجتنبوا} [الحجرات: 12] و {خرجت} [البقرة: 149] و {وجهك} ] [البقرة: 144] و {تجزى} [غافر: 17] و {تجزون} [الأنعام: 93]، و {رجزا} [البقرة: 59] و {رجسا} [التوبة: 125] ونحو ذلك، فلا بد أن ينطق بجهرها وشدتها وقلقلتها. وإذا كان سكونها عارضا فلا بد من إظهار جهرها وشدتها وقلقلتها، وإلا ضعفت وانمزجت بالشين، وذلك نحو قوله تعالى: {أجاج} [الفرقان: 53] و {فخراج} [المؤمنون: 72] ونحو ذلك في الوقف.
لقوة اللفظ بها وتكرير الجهر والشدة فيها، نحو قوله: وإذا أتت الجيم مشددة أو مكررة وجب على القارئ بيانها، {حاججتم} [آل عمران: 66] و / {حاجه} [الأنعام: 80].
فإن أتى بعد الجيم المشددة حرف مشدد خفي كان البيان لهما جميعا آكد، لئلا يخفى الحرف الذي بعد الجيم وليظهر الجيم، نحو قوله تعالى: {يوجهه} [النحل: 76]، والبيان لهما لازم، لصعوبة اللفظ بإخراج الهاء المشددة [بعد الجيم المشددة] ، لأجل خفاء الهاء.