nindex.php?page=treesubj&link=28908_30296_30351_30434nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ورأى المجرمون النار [ 53 ] .
الأصل رأي قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ولهذا زعم الكوفيون أن رأى يكتب بالياء ، واتبعهم على هذا بعض البصريين ؛ فأما البصريون الحذاق - منهم
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد - فإن هذا كله يكتب عندهم بالألف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : وسمعت
علي بن سليمان يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد يقول : لا يجوز أن يكتب : مضى ، ورمى ، وكل ما كان من ذوات الياء إلا بالألف ، ولا فرق بين ذوات الياء وذوات الواو في الخط ، كما أنه لا فرق بينهما في اللفظ ، وإنما الكتاب نقل ما في اللفظ ، كما أن ما في اللفظ نقل ما في القلب ، ومن كتب ذوات شيء من هذا بالياء فقد أشكل وجاء بما لا يجوز ، ولو وجب أن تكتب ذوات الياء بالياء لوجب أن تكتب ذوات الواو بالواو ، وهم مع هذا يناقضون فيكتبون " رمى " بالياء ، و " رماه " بالألف ، فإن كانت العلة أنه من ذوات الياء وجب أن يكتبوا " رماه " بالياء ، ثم يكتبون " ضحا " ، و " كسا " - جمع كسوة - ، وهما من ذوات الواو بالياء . وهذا لا يحصل ، ولا يثبت على أصل . قال : فقلت
لمحمد بن يزيد : فما بال الكتاب وأكثر الناس قد اتبعوهم على هذا الخطإ البين ؟ قال : الأصل في هذا من
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش سعيد ؛ لأنه كان رجلا محتالا للتكسب ،
[ ص: 462 ] فاحتال بهذا وهو
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، فهذا هو الأصل فيه . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أنه يقال : راء يا هذا ، على القلب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ولم يجدوا عنها مصرفا ) ويجوز " مصرفا " على أنه مصدر ، وكسر الراء على أنه اسم للموضع ، والمعنى : ولم يجدوا موضعا يتهيأ لهم الانصراف إليه .
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30296_30351_30434nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ [ 53 ] .
الْأَصْلُ رَأَيَ قُلِبَتِ الْيَاءُ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا ، وَلِهَذَا زَعَمَ الْكُوفِيُّونَ أَنَّ رَأَى يُكْتَبُ بِالْيَاءِ ، وَاتَّبَعَهُمْ عَلَى هَذَا بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ ؛ فَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ الْحُذَّاقُ - مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=15153مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ - فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ يُكْتَبُ عِنْدَهُمْ بِالْأَلِفُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ : وَسَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ : لَا يَجُوزُ أَنْ يُكْتُبَ : مَضَى ، وَرَمَى ، وَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ إِلَّا بِالْأَلِفِ ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ ذَوَاتِ الْيَاءِ وَذَوَاتِ الْوَاوِ فِي الْخَطِّ ، كَمَا أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا فِي اللَّفْظِ ، وَإِنَّمَا الْكِتَابُ نَقَلُ مَا فِي اللَّفْظِ ، كَمَا أَنَّ مَا فِي اللَّفْظِ نَقْلُ مَا فِي الْقَلْبِ ، وَمَنْ كَتَبَ ذَوَاتِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا بِالْيَاءِ فَقَدْ أَشْكَلَ وَجَاءَ بِمَا لَا يَجُوزُ ، وَلَوْ وَجَبَ أَنْ تُكْتَبَ ذَوَاتُ الْيَاءِ بِالْيَاءِ لَوَجَبَ أَنْ تُكْتَبَ ذَوَاتُ الْوَاوِ بِالْوَاوِ ، وَهُمْ مَعَ هَذَا يُنَاقِضُونَ فَيَكْتُبُونَ " رَمَى " بِالْيَاءِ ، وَ " رَمَاهُ " بِالْأَلِفِ ، فَإِنْ كَانَتِ الْعِلَّةُ أَنَّهُ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ وَجَبَ أَنْ يَكْتُبُوا " رَمَاهُ " بِالْيَاءِ ، ثُمَّ يَكْتُبُونَ " ضُحًا " ، وَ " كُسًا " - جَمْعُ كُسْوَةٍ - ، وَهُمَا مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ بِالْيَاءِ . وَهَذَا لَا يُحَصَّلُ ، وَلَا يَثْبُتُ عَلَى أَصْلٍ . قَالَ : فَقُلْتُ
لِمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ : فَمَا بَالُ الْكُتَّابِ وَأَكْثَرُ النَّاسِ قَدِ اتَّبَعُوهُمْ عَلَى هَذَا الْخَطَإِ الْبَيِّنِ ؟ قَالَ : الْأَصْلُ فِي هَذَا مِنَ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشِ سَعِيدٍ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُحْتَالًا لِلتَّكَسُّبِ ،
[ ص: 462 ] فَاحْتَالَ بِهَذَا وَهُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ، فَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ فِيهِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ يُقَالُ : رَاءَ يَا هَذَا ، عَلَى الْقَلْبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ) وَيَجُوزُ " مَصْرَفًا " عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَكَسْرُ الرَّاءِ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ ، وَالْمَعْنَى : وَلَمْ يَجِدُوا مَوْضِعًا يَتَهَيَّأُ لَهُمُ الِانْصِرَافُ إِلَيْهِ .