أي بعد هذه المسألة ، ( قد بلغت من لدني عذرا ) أي من قبلي قد عذرتك مدافعتي عن صحبتك ، وهذه قراءة أبي عمرو والأعمش وحمزة . وقرأ أهل والكسائي المدينة : ( من لدني ) بتخفيف النون . والقراءة الأولى أولى في العربية وأقيس ؛ لأن الأصل " لدن " بإسكان النون ، ثم تزيد عليها ياء لتضيفها إلى نفسك ، ثم تزيد نونا ليسلم سكون نون لدن ، كما نقول : " عني " ، و " مني " ، فكما لا تقول : " عني " ؛ يجب ألا تقول : " لدني " . والحجة في جوازه على ما حكي عن أن النون حذفت كما قرأ أهل محمد بن يزيد المدينة : " فبم تبشرون " بكسر النون . وأحسن من هذا القول ما ذهب إليه قال : " لدن " اسم ، و " عن " حرف ، والحذف في الأسماء جائز كما قال : أبو إسحاق
قدني من نصر الخبيبين قدي
فجاء باللغتين جميعا . قال : وأيضا فإن " لدن " أثقل من عن ومن .