وإن منكم إلا واردها [71]
قد ذكرنا فيه أقوالا: قال إذا دخل أهل الجنة قالوا: يا ربنا إنك وعدتنا أن نرد النار فيقال لهم: إنكم وردتموها وهي خامدة. قال خالد بن معدان: ومن أحسن ما قيل فيه، أعني في الآية أن المعنى وإن منكم إلا وارد القيامة؛ لأن الله جل وعز قال في المؤمنين: { أبو جعفر: لا يسمعون حسيسها }، وقال جل ثناؤه: { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ودل على أن المضمر للقيامة "فوربك لنحشرنهم فالحشر إنما هو في القيامة ثم قال جل وعز وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا
[ ص: 26 ] واسم كان فيها مضمر أي كان ورودها فأما ونذر الظالمين فيها جثيا [72] فالإضمار للنار لأنها في القيامة فكنى عنها لما كانت فيها. وهذا من كلام العرب الفصيح الكثير. وقرأ عاصم الجحدري (ثم ننجي الذين اتقوا) بفتح الثاء، وقرأ ومعاوية بن قرة (ثمه). "ثم" ظرف إلا أنه مبني لأنه غير محصل فبني كما بني "ذا" والهاء يجوز أن تكون لبيان الحركة فتحذف لأن الحركة في الوصل بينة، ويجوز أن تكون لتأنيث البقعة فتثبت في الوصل تاء . ابن أبي ليلى