الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقالوا يا ويلنا [20]

                                                                                                                                                                                                                                        منصوب على أنه مصدر عند البصريين، وزعم الفراء أن تقديره يا وي لنا. ووي بمعنى: حزن ولو كان كما قال لكان منفصلا وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدا يكتبه إلا متصلا فزاد الكوفيون على هذا، فحكى بعضهم لغات شتى أنه يقال: ويل للشيطان، وويلا للشيطان، وويل للشيطان، وويل الشيطان، وويل الشيطان، وويل الشيطان. فأما ويل للشيطان فبين لا نظر فيه، وويلا للشيطان جائز بمعنى: ألزمه الله ويلا. وأما ويل للشيطان فشاذ وهو مشبه بالأصوات. فأما ويل الشيطان فهو عند البصريين منصوب على معنى: ألزمه الله ويلا أيضا، وقال الفراء : لما كثر استعمالهم إياه جعلوه بمنزلة اسم ضم إلى اسم كما قالوا: يا لبكر وهي لام الخفض، ومن قال: ويل الشيطان جاء به على الأصل، ومن قال: ويل الشيطان فالأصل عنده ويل للشيطان ثم حذف لكثرة اللامات كما قرئ إن وليي الله الذي نـزل الكتاب بمعنى إن وليي الله [ ص: 415 ] [فحذف لكثرة الياءات. قال أبو جعفر : لا تعرف هذه القراءة ولكن قرأ عاصم الجحدري "إن ولي الله الذي نزل الكتاب" بمعنى إن ولي الله الذي نزل الكتاب] جبريل صلى الله عليه وسلم الذي نزل الكتاب ثم أقيم النعت مقام المنعوت. هذا يوم الدين ابتداء وخبر. قال أبو جعفر : قال الضحاك وعطية العوفي: أي هذا يوم الحساب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية