قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون [ ص: 182 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم هذا رد عليهم في قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هل هذا إلا بشر مثلكم وتأنيس لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ؛ أي لم يرسل قبلك إلا رجالا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون يريد أهل التوراة والإنجيل الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، قاله
سفيان . وسماهم أهل الذكر ؛ لأنهم كانوا يذكرون خبر الأنبياء مما لم تعرفه العرب . وكان كفار
قريش يراجعون
أهل الكتاب في أمر
محمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال
ابن زيد : أراد بالذكر القرآن ؛ أي فاسألوا المؤمنين العالمين من أهل القرآن ؛ قال
جابر الجعفي : لما نزلت هذه الآية قال
علي - رضي الله عنه - نحن أهل الذكر . وقد ثبت بالتواتر أن الرسل كانوا من البشر ؛ فالمعنى لا تبدءوا بالإنكار وبقولكم ينبغي أن يكون الرسول من الملائكة ، بل ناظروا المؤمنين ليبينوا لكم جواز أن يكون الرسول من البشر . والملك لا يسمى رجلا ؛ لأن الرجل يقع على ما له ضد من لفظه ؛ تقول رجل وامرأة ، ورجل وصبي فقوله : إلا رجالا من بني
آدم . وقرأ
حفص وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7نوحي إليهم .
مسألة : لم يختلف العلماء أن
nindex.php?page=treesubj&link=22355العامة عليها تقليد علمائها ، وأنهم المراد بقول الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وأجمعوا على أن
nindex.php?page=treesubj&link=1505_1515الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه ؛ فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به لا بد له من تقليد عالمه ، وكذلك لم يختلف العلماء أن
nindex.php?page=treesubj&link=22324العامة لا يجوز لها الفتيا ؛ لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام الضمير في جعلناهم للأنبياء ؛ أي لم نجعل الرسل قبلك خارجين عن طباع البشر لا يحتاجون إلى طعام وشراب
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما كانوا خالدين يريد لا يموتون وهذا جواب لقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3ما هذا إلا بشر مثلكم وقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7مال هذا الرسول يأكل الطعام . و
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8جسدا اسم جنس ؛ ولهذا لم يقل أجسادا ، وقيل : لم يقل أجسادا ؛ لأنه أراد وما جعلنا كل واحد منهم جسدا . والجسد البدن ؛ تقول منه : تجسد كما تقول من الجسم تجسم . والجسد أيضا الزعفران أو نحوه من الصبغ ، وهو الدم أيضا ؛ قاله
النابغة :
وما هريق على الأنصاب من جسد
[ ص: 183 ] وقال
الكلبي : والجسد هو المتجسد الذي فيه الروح يأكل ويشرب ؛ فعلى مقتضى هذا القول يكون ما لا يأكل ولا يشرب جسما وقال
مجاهد : الجسد ما لا يأكل ولا يشرب ؛ فعلى مقتضى هذا القول يكون ما يأكل ويشرب نفسا ؛ ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد يعني الأنبياء ؛ أي بإنجائهم ونصرهم وإهلاك مكذبيهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فأنجيناهم ومن نشاء أي الذين صدقوا الأنبياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وأهلكنا المسرفين أي المشركين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم كتابا يعني القرآن .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10فيه ذكركم رفع بالابتداء والجملة في موضع نصب لأنها نعت لكتاب ؛ والمراد بالذكر هنا الشرف ؛ أي فيه شرفكم ، مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك . ثم نبههم بالاستفهام الذي معناه التوقيف فقال - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10أفلا تعقلون وقيل : فيه ذكركم أي ذكر أمر دينكم ؛ وأحكام شرعكم ، وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب ، أفلا تعقلون هذه الأشياء التي ذكرناها ؟ ! وقال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10فيه ذكركم أي حديثكم . وقيل : مكارم أخلاقكم ، ومحاسن أعمالكم . وقال
سهل بن عبد الله : العمل بما فيه حياتكم . قلت : وهذه الأقوال بمعنى والأول يعمها ؛ إذ هي شرف كلها ، والكتاب شرف لنبينا - عليه السلام - ؛ لأنه معجزته ، وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه ، دليله قوله - عليه السلام - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830002القرآن حجة لك أو عليك .