الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق [40]
في موضع خفض بدلا من الذين إلا أن يقولوا ربنا الله في موضع نصب على مذهب استثناء ليس من الأول، وقال سيبويه يجوز أن تكون [ ص: 101 ] "أن" في موضع خفض يقدرها مردودة على الباء، وهو قول الفراء: والمعنى عنده الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا بأن يقولوا: ربنا الله أي أخرجوا بتوحيدهم. أخرجهم أهل الأوثان أبي إسحاق، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض روي عن أنه قال: لولا أن الله جل وعز يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد، وبمن يغزو عمن لا يغزو لأراهم العذاب. وروى أبي الدرداء عن ابن أبي نجيح لولا أن الله جل وعز يدفع بأخذ الحقوق بالشهادات مجاهد لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد ولم ينصرف صوامع ومساجد لأنهما جمعان وهما نهاية الجموع فثقلا فمنعا الصرف، وكذلك كل جمع ثالث حروفه ألف وبعد الألف حرفان أو ثلاثة، وقوله جل وعز: يذكر فيها اسم الله كثيرا الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائد على المساجد لا على غيرها لأن الضمير يليها، ويجوز أن يكون يعود على صوامع وما بعدها. ويكون المعنى في وقت شرائعهم وإقامتهم الحدود والحق.