والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون [8]
وقرأ المكيون (لأمانتهم) على واحدة. قال أمانة مصدر [ ص: 111 ] يؤدي عن الواحد والجمع، فإذا أردت اختلاف الأنواع جاز الجمع والتوحيد إلا أن الجمع ههنا حسن لأن الله جل وعز قد ائتمن العباد على أشياء كثيرة منها الوضوء وغسل الجنابة والصلاة والصيام وغيرهن، فأما احتجاج أبو جعفر: في اختياره لأماناتهم بقوله: { أبي عبيد إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } فمردود لا يشبهه هذا؛ لأن الأمانات ههنا هو الشيء بعينه بمنزلة الودائع، وليس مثل ذلك. ألا ترى أن بعده (وعهدهم) ولم يقل: وعهودهم فالجمع والتوحيد جائزان .