لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض [57]
مفعولان، وقرأ (لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) قال حمزة : وما علمت أحدا من أهل العربية واللغة بصريا ولا كوفيا وإلا وهو يحظر أن تقرأ هذه القراءة. فمنهم من يقول هي لحن لأنه لم يأت إلا بمفعول واحد ليحسبن، وممن قال هذا أبو جعفر أبو حاتم . وقال : هو ضعيف وأجازه على ضعفه على أنه يحذف المفعول الأول. والمعنى عنده لا يحسبن الذين كفروا إياهم معجزين في الأرض، ومعناه لا يحسبن أنفسهم معجزين في الأرض. ورأيت الفراء يذهب إلى هذا القول أعني قول أبا إسحاق ، وسمعت الفراء علي بن سليمان يقول في هذه القراءة: ويكون "الذي" في موضع نصب قال: ويكون المعنى لا يحسبن الكافر الذين كفروا معجزين في الأرض.
وقرأ " والذين لم يبلغوا الحلم" [58] الحسن
بإسكان اللام لثقل الضمة. وقرأ المدنيون (ثلاث عورات) بالرفع، وقرأ الكوفيون [ ص: 147 ] (ثلاث عورات) بالنصب، والقول في هذا قريب من القول في يحسبن. قال وأبو عمرو أبو حاتم : النصب ضعيف مردود. قال : الرفع أحب إلي قال: وإنما اخترت الرفع لأن المعنى هذه الخصال ثلاث عورات. والرفع عند الفراء بالابتداء، والخبر عنده ما بعده. ولم يقل بالعائد، وقال نصا بالابتداء. قال: العورات الساعات التي تكون فيها العورة والخلوة إلا أنه قرأ بالنصب والنصب فيه قولان: أحدهما أنه مردود على قوله: الكسائي ثلاث مرات ولهذا استبعده . وقال الفراء : المعنى ليستأذنكم أوقات ثلاث عورات أبو إسحاق طوافون بمعنى هم طوافون. قال : كقولك في الكلام إنما هم خدمكم وطوافون عليكم، وأجاز الفراء نصب طوافون لأنه نكرة والمضمر في عليكم معرفة، ولا يجيز البصريون أن يكون حالا من المضمر من الذين في "عليكم" وفي "بعضكم" لاختلاف العاملين. لا يجوز مررت بزيد ونزلت على عمرو العاقلين على النعت لهما الفراء بعضكم على بعض لله بإضمار فعل أي يطوف بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات الكاف في موضع نصب أي يبين الله لكم آياته الدالة على وحدانيته. تبيانا مثل ما بين لكم هذه الأشياء.