ليس على الأعمى حرج [61]
اسم ليس، وقد ذكرناه. ومن حسن ما قيل فيه أنه في الجهاد. فأما معنى ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم إلى آخر الآية ففيه ثلاثة أقوال منها أنه إنما يجوز ذلك بعد الإذن، ومنها أنه قد كان علم أنهم لا يبخلون عليهم بهذا. والقول الثالث أن الآية منسوخة وأن هذا كان أول، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم حرام إلا بإذن، وحرمة مال المسلم كحرمة دمه" فوجب من هذا أنه لا يحل لأحد شيء من مال أحد إلا بإذن أو ما أجمع عليه المسلمون عند خوفه على هلاك نفسه. وقد قيل: إن الآية منسوخة بقوله جل وعز: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } فإذا كان لا يدخل إلا بإذن فهو من الطعام [ ص: 149 ] أبعد، وقال جل وعز: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه } ولو لم يكن في نسخ الآية إلا الحديث الذي رواه عن مالك عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابن عمر "لا يحتلبن أحدكم ماشية أخيه إلا بإذنه أيحب أحدكم أن يؤتى إلى مشربته فتفتح خزانته فيؤخذ طعامه لكان كافيا. وقرأ (مفتاحة) وهي لغة ومفتح أكثر في كلام العرب يدلك على ذلك جمعه على مفاتح. قتادة أن تأكلوا جميعا نصب على الحال (تحية) مصدر قال : لأن معنى أبو إسحاق فسلموا فحيوا، وأجاز الكسائي رفع تحية بمعنى هي تحية والفراء من عند الله لأن الله أمر بها مباركة طيبة لأن سامعها يستطيب سمعها.