كما حكى عن سيبويه العرب: الشقاء أحب إليك أم السعادة، وقد علم أن السعادة أحب إليه، وقيل: هذا للتنبيه، وقيل: المعنى أذلك خير على غير تأويل من، كما يقال: عنده خير. وهذا قول حسن، كما قال :
فشركما لخيركما الفداء
وفي الآية قول ثالث وهو أن الكوفيين يجيزون العسل أحلى من الخل، وهذا قول مردود لأن معنى: فلان خير من فلان، أنه أكثر خيرا منه ولا حلاوة في الخل، ولا يجوز أن تقول: النصراني خير من اليهودي لأنه لا خير فيهما فيكون أحدهما أزيد في الخير من الآخر، ولكن يقال: اليهودي شر من النصراني فعلى هذا كلام العرب .