ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا [33]
ولو نزل جملة لكان قد سبق الحوادث التي كانت ينزل فيها القرآن ولو نزل جملة بما فيه من الفرائض لثقل ذلك عليهم علم الله جل وعز أن الصلاح في [ ص: 160 ] إنزاله متفرقا لأنهم ينبهون به مرة بعد مرة ولو نزل جملة لزال معنى التنبيه، وفيه ناسخ ومنسوخ فكانوا يعبدون بالشيء إلى وقت بعينه قد علم الله جل وعز فيه الصلاح ثم ينزل النسخ بعد ذلك فمحال أن ينزل جملة افعلوا كذا وكذا، ولا تفعلوا، والأولى أن يكون التمام جملة واحدة لأنه إذا وقف على "كذلك" صار المعنى كالتوراة والإنجيل والزبور، ولم يتقدم لهما ذكر. قال : "ورتلناه ترتيلا" أي أنزلناه. قيل: الترتيل وهو التمكث وهو ضد العجلة . أبو إسحاق