فقد كذبتم فسوف يكون لزاما [77]
وعن بإسناد صحيح أنه قرأ (فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما) وكذا روى ابن عباس عن شعبة إبراهيم التيمي عن قال أبي الزبير : وكذا في قراءة شعبة ، وهذه القراءة مخالفة للمصحف وينبغي أن تحمل على التفسير؛ لأن معنى فقد كذبتم أنه يخاطب به الكفار، وهذه القراءة مع موافقتها للسواد أولى بسياق الكلام لأن الله جل وعز قال: عبد الله بن مسعود قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فهذه مخاطبة، وكذا فقد كذبتم فسوف يكون لزاما فهذا أولى من (فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما) وقد تكلم النحويون فيه، فمن حسن ما قيل فيه أن التقدير فسوف يكون التكذيب لأن كذبتم يدل على التكذيب، وحقيقته في العربية فسوف يكون جزاء التكذيب عذابا لزاما أي ذا لزام. ولزام وملازمة واحد. وحكى أبو حاتم عن أبي زيد قال: سمعت قعنبا أبا السمال يقرأ (فسوف يكون لزاما) بفتح اللام. قال : يكون مصدر لزم، والكسر أولى مثل قتال ومقاتلة كما أجمعوا على الكسر في قوله جل وعز: { أبو جعفر ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } .
[ ص: 171 ] ) قول آخر في اسم يكون قال: يكون فيها مجهول، وهذا غلط لأن المجهول لا يكون خبره إلا جملة، كما قال جل وعز: { وللفراء إنه من يتق ويصبر } وكما حكى النحويون: كان زيد منطلق. يكون في كان مجهول، ويكون المبتدأ وخبره مخبر المجهول، والتقدير كان الحديث. فأما أن يقال: كان منطلقا ويكون في كان مجهول فلا يجوز عند أحد علمناه .
[ ص: 172 ]