وترى الجبال [88]
من رؤية العين، ولو كان من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين، والأصل ترأى فألقيت حركة الهمزة على الراء فتحركت الراء وحذفت الهمزة فهذه سبيل تخفيف الهمزة إذا كان قبلها ساكن إلا أن التخفيف لازم لترى وأخواتها من المضارع لكثرته في الكلام، وأنه يقع لرؤية العين والقلب. تحسبها جامدة لا بد لتحسب من مفعولين وظننت قد يتعدى إلى واحد فقط. وأهل الكوفة يقرءون (تحسبها) وهو القياس لأنه من حسب يحسب إلا أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافها أنه قرأ بالكسر في المستقبل فيكون على فعل يفعل كما قالوا نعم ينعم ويئس ييئس، وحكى بئس يبئس من السالم، لا يعرف في كلام العرب غير هذه الأحرف. وهي تمر مر السحاب مصدر، وتقديره مرا مثل مر السحاب فأقمت الصفة مقام الموصوف والمضاف إليه. صنع الله منصوب عند [ ص: 224 ] الخليل رحمهما الله على أنه مصدر لأنه لما قال عز وجل "وهي تمر مر السحاب" دل على أنه صنع ذلك صنعا، ويجوز النصب على الإغراء أي انظروا صنع الله. قال وسيبويه : ويجوز الرفع على معنى ذلك صنع الله. أبو إسحاق