ووجد من دونهم امرأتين تذودان [23]
فقد ذكرنا قول : إن معنى تذودان تحبسان، وذلك معروف في اللغة يقال: ذاده يذوده إذا حبسه، وإذا قاده لأن معنى قاده حبسه على ما يريد، وإنما كانتا تحبسان غنمهما لأنهما لا طاقة لهما بالسقي وكانت غنمهما تطرد عن الماء ابن عباس قال ما خطبكما مبتدأ وخبره قال : والمعنى ما تريدان بذود غنمكما عن الماء أبو إسحاق قالتا لا نسقي أي لا نقدر على السقي حتى يصدر الرعاء قراءة أهل الكوفة وأهل الحرمين إلا أبا جعفر فإنه قرأ (حتى يصدر الرعاء) وكذا قرأ . فمعنى القراءة الأولى حتى يصدر الرعاة مواشيهم. أبو عمرو
[ ص: 235 ] ومعنى الثانية حتى ينصرف الرعاء فأفادت القراءتان معنيين وهما حسنان إلا أن "يصدر" أشبه بالمعنى. وزعم أبو حاتم أن المعنى حتى يصدروا مواشيهم. قال: ولم يرد حتى ينصرفوا إن شاء الله و"الرعاء" جمع راع كما تقول: صاحب وصحاب. قال يعقوب : وذكر لي في لغة الرعاء بضم الراء، وأنكر أبو حاتم هذه اللغة وقال: إذا ضممت الراء لم تقل: إلا الرعاة بالهاء والذي أنكره لا يمتنع، كما يقال: غاز وغزاء وغزا بالمد والقصر وأبونا شيخ كبير قال : الفائدة في وأبونا شيخ أنه لا يمكنه أن يحضر فيسقي فاحتجنا ونحن نساء أن نخرج فنسقي. أبو إسحاق