[ ص: 254 ] وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا [25]
هذه قراءة الحسن ومجاهد وأبي عمرو . قال والكسائي : وقرئ (مودة بينكم) وقرأ أهل أبو إسحاق المدينة وعاصم (مودة بينكم) وقرأ وابن عامر (مودة بينكم). القراءة الأولى برفع مودة فيها ثلاثة أوجه، ذكر حمزة منها وجهين: أحدهما أنها مرفوعة على خبر إن ويكون ما بمعنى الذي والتقدير إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا مودة بينكم، والوجه الآخر أن يكون على إضمار مبتدأ أي هي مودة أو تلك مودة بينكم، والمعنى ألفتكم وجماعتكم مودة بينكم، والوجه الثالث الذي لم يذكره أن يكون "مودة" رفعا بالابتداء "وفي الحياة الدنيا" خبره، فأما إضافة مودة إلى بينكم فإنه جعل بينكم اسما غير ظرف، والنحويون يقولون: جعله مفعولا على السعة، وحكى أبو إسحاق : "يا سارق الليلة أهل الدار" ولا يجوز أن يضاف إليه وهو ظرف لعلة ليس هذا موضع ذكرها، والقراءة الثانية على أنه جعل بينكم ظرفا فنصبه، والقراءة الثالثة على أنه نصب مودة لأنه جعلها مفعولا من أجلها، كما تقول: جئتك ابتغاء العلم وقصدت فلانا مودة له. سيبويه