وكأين من دابة لا تحمل رزقها [60]
هذه "أي" دخلت عليها كاف التشبيه فصار فيها معنى "كم" والتقدير عند الخليل رحمهما الله كالعدد. وشرح هذا وسيبويه فقال: أي شيء من الأشياء، فالمعنى على قول أبو الحسن بن كيسان الخليل كشيء كثير من العدد، قال: ولهذا قال وسيبويه : الأصل في "كم" كما فإذا قلت: كم بمالك؟ فالمعنى كأي شيء من العدد مالك، قال: ومثل ذلك في الإبهام: له كذا وكذا درهما، أي له كالعدد المذكور أو المشار إليه ثم كثر استعمالهم لذلك حتى قالوا: له كذا وإن لم يتقدم شيء ولم يشر إلى شيء. فإذا قلت: له عندي كذا درهما، وجب له عند الكوفيين أحد عشر درهما، فإذا قلت: له عندي كذا وكذا درهما، وجب له أحد وعشرون درهما، وإذا قلت: له عندي كذا درهم كانت مائة، وإذا قلت: كذا دراهم كانت ثلاثة، ولا يجوز عند البصريين الخفض بوجه، وهي عندهم مبهمة يقع للقليل والكثير، وزعم الكسائي أن الحيوان والحياة والحي واحد. وغيره يقول: إن الحي جمع على فعول مثل عصي. أبو [ ص: 260 ] عبيدة