منيبين إليه [31]
منصوب على الحال. قال : لأن معنى "فأقم وجهك" وفأقيموا وجوهكم. وهو قول محمد بن يزيد واحتج بقوله جل وعز: أبي إسحاق يا أيها النبي إذا طلقتم النساء وقال : المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين ورد أبو العباس قول من قال: التقدير لا يعلمون منيبين لأن معنى منيبين راجعون فكيف لا يعلمون راجعين، وأيضا فإن بعده الفراء واتقوه وإنما معناه فأقيموا وجوهكم واتقوه ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم [32] .
تأولته رضي الله عنها عائشة وأبو هريرة وأبو أمامة رحمهما الله على أنه لأهل القبلة، وقال الذين فرقوا دينهم أهل الكتاب. وفارقوا دينهم تركوا دينهم الذي يجب أن يتبعوه، وهو التوحيد. الربيع بن أنس: وكانوا شيعا أي فرقا. كل حزب بما لديهم فرحون قيل: هم فرحون لأنهم لم يتبينوا الحق وعليهم أن يتبينوه، وقيل: هذا قبل أن تظهر البراهين، وقول ثالث أن العاصي لله جل وعز قد يكون فرحا بمعصيته وكذلك [ ص: 273 ] الشيطان، وقطاع الطريق وغيرهم، والله أعلم.
وزعم أنه يجوز أن يكون التمام "ولا تكونوا من المشركين" ويكون المعنى من الذين فارقوا دينهم "وكانوا شيعا" على الاستئناف، وأنه يجوز أن يكون متصلا بما قبله. قال الفراء : إذا كان متصلا بما قبله فهو عند البصريين على البدل بإعادة الحرف كما قال جل وعز: أبو جعفر للذين استضعفوا لمن آمن منهم ولو كان بلا حرف لجاز.