إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها [72]
[ ص: 329 ] قد ذكرناه. ومن حسن ما قيل في معناه أن معنى عرضنا أظهرنا كما تقول: عرضت الجارية على البيع، والمعنى أنا عرضنا الأمانة وتضييعها على أهل السماوات وأهل الأرض من الملائكة والجن والإنس فأبين أن يحملنها أي أن يحملن وزرها، كما قال جل وعز: وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم "وحملها الإنسان" قال : يراد به الكافر والمنافق، قال: الحسن إنه كان ظلوما لنفسه جهولا بربه فيكون على هذا الجواب مجازا مثل "وسئل القرية"، وفيه جواب آخر على أن يكون حقيقة أنه عرض على السماوات والأرض والجبال الأمانة وتضييعها وهي الثواب والعقاب أي أظهر لهن ذلك فلم يحملن وزرها وأطعن فيما أمرن به وما سخرن له، وحملها الإنسان على ما مر من الجواب الذي تقدم.