قال : أي هذا مكر الليل والنهار. قال الأخفش : والمعنى والله جل وعز أعلم، مكركم في الليل والنهار أي مشارتكم إيانا ودعاؤكم لنا إلى الكفر الذي حملنا على هذا. قال أبو جعفر : أي بل مكركم الليل والنهار كما تقول محمد بن يزيد العرب: نهاره صائم وليله قائم وأنشد:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى ونمت وما ليل المطي بنائم
وأنشد : سيبويه
فنام ليلي وتجلى همي
أي نمت فيه، وروى جعفر بن أبي المغيرة عن "بل مكر الليل والنهار" قال: ممر الليل والنهار عليهم فغفلوا، وقرأ سعيد بن جبير راشد (بل مكر الليل [ ص: 350 ] والنهار) بالنصب كما يقال: رأيته مقدم الحاج، وإنما يجوز هذا فيما يعرف، ولو قلت: رأيته مقدم زيد لم يجز إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا قال: ويقال: نديد وأنشد:
أتيما تجعلون إلي ندا وما تيم لذي حسب نديد
وأسروا الندامة لما رأوا العذاب في معناه قولان: أحدهما أن معنى أسروا أظهروا وأنه من الأضداد كما قال:
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا علي حراصا لو يسرون مقتلي
وقد روي يشرون. وقيل: وأسروا الندامة تبينت الندامة في أسرار وجوههم. وقيل: الندامة لا تظهر وإنما تكون في القلب وإنما يظهر ما يتولد عنها.