من كان يريد العزة [10]
التقدير عند من كان يريد علم العزة وكذا قال غيره من أهل العلم من كان يريد علم العزة التي لا ذلة معها لأن العزة إذا كانت تؤدي إلى ذلة فإنها هي تعرض للذلة، والعزة التي لا ذلة معها لله جل وعز (جميعا) على الحال. وقدر الفراء معناه: من كان يريد بعبادة الله جل وعز العزة به فإن الله يعزه في الآخرة والدنيا أبو إسحاق إليه يصعد الكلم الطيب تم الكلام وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (إليه يصعد الكلام) والكلم جمع كلمة، وأهل التفسير ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وغيرهم قالوا: والمعنى العمل الصالح يرفع الكلم الطيب. وهذا رد على المرجئة وشهر بن حوشب والعمل الصالح رفع بالابتداء أو على إضمار فعل. فأما أن يكون مرفوعا بمعنى ويرفعه العمل الصالح فخطأ؛ لأن [ ص: 365 ] الفاعل إذا كان قبل الفعل لم يرتفع بالفعل. هذا قول جميع النحويين إلا شيئا حكاه لنا علي بن سليمان عن أحمد بن يحيى أنه أجاز: زيد قام بمعنى قام زيد. قال : ويبين لك فساد هذا قول العرب: الزيدان قاما، ولو كان كما قال لقيل: الزيدان قام. أبو جعفر والذين يمكرون السيئات بمعنى والذين يعملون السيئات فتكون السيئات مفعولة، ويجوز أن يكون التقدير والذين يسيئون فيكون السيئات مصدرا لهم عذاب شديد خبر "الذين" ومكر أولئك مبتدأ، وهو ابتداء ثان و يبور خبر الثاني، ويجوز أن يكون خبرا عن الأول، ويكون هذا زائدة. وتقول: بار يبور إذا هلك ومنه بارت السوق، ونعوذ بالله جل وعز بوار الأيم.