روى قال: فرات حلو، وأجاج مالح مر. وقرأ ابن عباس (وهذا ملح أجاج) بفتح الميم وكسر اللام بغير ألف، وأما المالح فهو الذي يجعل الملح لإصلاح الشيء. طلحة ومن كل تأكلون لحما طريا لا اختلاف في هذا أنه منهما جميعا. وتستخرجون حلية تلبسونها مذهب أن الحلية إنما تستخرج من الملح فقيل: منهما لأنهما مختلطان، وقال غيره: إنما تستخرج الأصداف التي قال فيها الحلية من الدر وغيره، ومن المواضع التي فيها العذب والملح نحو العيون وقال أبي إسحاق قولا ثالثا هو أحسنها قال: إنما تستخرج الحلية من الملح خاصة، وليس هذا عنده لأنهما مختلطان، ولكن جمعا، ثم خبر عن أحدهما كما قال جل وعز: محمد بن يزيد ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله وكما تقول: لو رأيت الحسن والحجاج لرأيت خيرا وشرا، وكما تقول: لو رأيت الأصمعي لملأت يدك لغة ونحوا، فقد عرف معنى هذا، وهو كلام فصيح كثيرا فكذا "ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها" فاجتمع في الأول وانفرد الملح بالثاني فصارا [ ص: 367 ] مجتمعين في كل هذا. قال وسيبويه وترى الفلك فيه مواخر أي في الملح خاصة، ولولا ذلك لقال: فيهما وقد مخرت السفينة تمخر وتمخر إذا شقت الماء كما قال:
يشق حباب الماء حيزومها بها كما قسم الترب المفايل باليد
وقيل: الأجل المسمى ههنا القيامة لأنها عند الله جل وعز مسماة لوقت معلوم والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير [13]
قال علي بن أبي طلحة عن القطمير جلد النواة. ابن عباس