إنما تنذر من اتبع الذكر [11]
أي إنما ينتفع بالإنذار. قال : ومعنى أبو إسحاق وخشي الرحمن بالغيب خاف الله جل وعز من حيث لا يراه أحد إلا الله عز وجل فبشره بمغفرة وأجر كريم قال عن الضحاك في معنى كريم: أي حسن، وقيل: يراد به الجنة، والله جل وعز أعلم. ابن عباس
الأصل في " إنا " [12]
"إننا" حذفت النون لاجتماع النونات نحيي حذفت منه الضمة لثقلها، ولا يجوز إدغام الياء في الياء ههنا لئلا يلتقي ساكنان ونكتب ما قدموا وآثارهم أي ذكر ما قدموا، وأقيم المضاف إليه مقام المضاف، وتأوله بمعنى خطاهم إلى المساجد. وهو أولى ما قيل فيه؛ لأنه قال: إن الآية نزلت في ذلك لأن الأنصار كانت منازلهم بعيدة من المسجد. وفي حديث ابن عباس عن عمرو بن الحارث أبي عشانة عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عقبة بن عامر "يكتب له برجل حسنة، ويحط عنه برجل سيئة ذاهبا وراجعا إذا خرج إلى المسجد". وتأوله غير "ونكتب ما قدموا وآثارهم" يعني نكتب ما قدموا من خير وما سنوا من سنة حسنة يعمل بها بعدهم. وواحد الآثار أثر، ويقال: إثر. (وكل شيء أحصيناه) منصوب على إضمار فعل، ويجوز رفعه [ ص: 387 ] بالابتداء إلا أن نصبه أولى ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل. وهذا قول ابن عباس الخليل رحمهما الله. قال وسيبويه : مجاهد في إمام مبين في اللوح المحفوظ.