إلا رحمة منا [44]
قال : هو نصب على الاستثناء، وقال الكسائي : نصب لأنه مفعول له أي للرحمة أبو إسحاق ومتاعا معطوف عليه. قال : قتادة إلى حين أي إلى الموت.
وفي قوله جل وعز: ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون [49]
خمس قراءات: قرأ أبو عمرو (وهم يخصمون) بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد، وكذا روى ورش عن وابن كثير ، فأما أصحاب القراءات وأصحاب نافع سوى نافع فإنهم رووا عنه (وهم يخصمون) بإسكان الخاء وتشديد الصاد على الجمع بين ساكنين، وقرأ ورش عاصم (وهم يخصمون) بكسر الخاء وتشديد الصاد، وقرأ والكسائي يحيى بن وثاب والأعمش (وهم يخصمون) بإسكان الخاء وتخفيف الصاد، وفي حرف وحمزة (وهم يختصمون). قال أبي : القراءة الأولى (وهم يخصمون) أبينها، والأصل: يختصمون فأدغمت التاء في الصاد فقلبت حركتها إلى الخاء، وإسكان الخاء لا يجوز لأنه جمع بين ساكنين وليس أحدهما حرف مد ولين وإنما يجوز في مثل هذا إخفاء الحركة فلم يضبط كما لم يضبط عن أبو جعفر أبي عمرو فتوبوا إلى بارئكم إلا [ ص: 398 ] من رواية من يضبط اللغة، كما روى عنه أنه كان يختلس الحركة. فأما "يخصمون" فالأصل فيه أيضا يختصمون فأدغمت التاء في الصاد ثم كسرت الخاء لالتقاء الساكنين، وزعم سيبويه أن هذه القراءة أجود وأكثر فترك ما هو أولى من إلقاء حركة التاء على الخاء واجتلب لها حركة أخرى وجمع بين ياء وكسرة، وزعم أنه أجود وأكثر وكيف يكون أكثر وبالفتح قراءة أهل الفراء مكة وأهل البصرة وأهل المدينة. قال في قوله جل وعز: عكرمة إن كانت إلا صيحة واحدة قال: هي النفخة الأولى في الصور.