وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
[ ص: 405 ] فتكلم العلماء في هذا فقال بعضهم: إنما الرواية بالإعراب فإن كانت بالإعراب لم تكن شعرا لأنه إذا فتح الباء من البيت الأول أو ضمها أو نونها وكسر الباء من البيت الثاني خرج عن وزن الشعر وقال بعضهم ليس هذا الوزن من الشعر. قال : وهذا مكابرة العيان؛ لأن أشعار أبو جعفر العرب على هذا قد رواها وغيره. ومن حسن ما قيل في هذا قول الخليل : إن معنى "وما علمناه الشعر" أي وما علمناه أن يشعر أي ما جعلناه شاعرا، وهذا لا يمنع أن ينشد شيئا من الشعر، وقد قيل: إنما خبر الله عز وجل ما علمه الشعر، ولم يخبر أنه لا ينشد شعرا، وهذا ظاهر الكلام. وقد قيل فيه قول بين زعم صاحبه أنه إجماع من أهل اللغة وذلك أنهم قالوا: كل من قال قولا موزونا لا يقصد به إلى شعر فليس بشعر، وإنما وافق الشعر، وهذا قول بين. أبي إسحاق وما ينبغي له قال : أي وما يتسهل له، وتأويله على معنى وما يتسهل قول الشعر لا الإنشاد أبو إسحاق إن هو إلا ذكر أي ما الذي أنزلنا إليك إلا ذكر وقرآن مبين " لتنذر من كان حيا " [70].
هذه قراءة أهل المدينة، ومال إليها ، قال: والشاهد لها {إنما أنت منذر} وقراءة أبو عبيد وأهل أبي عمرو الكوفة (لينذر) يكون معناها لينذر الله جل وعز، أو لينذر القرآن، أو لينذر محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأ محمد بن السميفع اليماني "لينذر من كان حيا" قال جويبر عن : "من كان حيا" أي من كان مؤمنا أي لأن المؤمن بمنزلة الحي في قبوله ما ينفعه الضحاك ويحق القول على الكافرين أي.
[ ص: 406 ] يحق عليهم أن الله جل وعز يعذبهم وإنما يحق عليهم هذا بعد كفرهم. وحكى بعض النحويين: "لتنذر من كان حيا" أي لتعلم من قولهم: نذرت بالقوم أنذر إذا علمت بهم فاستعددت لهم وحكى: ويحق القول على الكافرين بمعنى يوجب الحجة عليهم.