لا يسمعون إلى الملإ الأعلى [8]
هذه قراءة أهل المدينة وأبي عمرو ، وقرأ سائر الكوفيين (لا يسمعون) على أن الأصل: يتسمعون فأدغمت التاء في السين لقربها منها. ومال وعاصم إلى هذه القراءة، واحتج في ذلك أن العرب لا تكاد تقول: سمعت إليه ولكن تسمعت إليه، قال: فلو كان يسمعون الملأ بغير "إلى" لكان مخففا. قال أبو عبيد : يقال: سمعت منه كلاما وسمعت إليه يقول كذا ومعنى سمعت إليه: أملت سمعي إليه. فأما قوله: لو كان يسمعون الملأ، فكأنه غلط؛ لأنه لا يقال: سمعت زيدا، وتسكت إنما تقول: سمعت زيدا يقول كذا وكذا فيسمعون إلى الملأ على هذا أبين. وقد روى أبو جعفر عن الأعمش عن مجاهد : "لا يسمعون إلى الملأ الأعلى" قال: هم لا يسمعون وهم يتسمعون. وهذا قول بين ابن عباس ويقذفون من كل جانب