وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [27]
فربما توهم الجاهل أن هذا من قوله جل وعز: فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وليس منه في شيء؛ لأن قوله جل وعز: فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون إنما هو لا يتساءلون بالأرحام فيقول أحدهم: أسألك بالرحم التي بيني وبينك إما نفعتني أسقطت حقا لك علي أو وهبت لي حسنة لأن قبله: فلا أنساب بينهم أي ليس ينتفعون بالأنساب التي بينهم كما جاء بالحديث "إن الرجل يوم القيامة ليسر بأن يصح له على أبيه أو على ابنه حق فيأخذه منه لأنها الحسنات والسيئات" وفي حديث آخر و"يتساءلون" ههنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضا ويوبخه في أنه أضله أو فتح له بابا من المعصية يبين ذلك أن بعده "رحم الله امرأ كانت لأخيه عنده [ ص: 417 ] مظلمة في مال أو عرض فأتاه فاستحله قبل أن يطلبه به فيأخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنات زيد عليه من سيئات المطالب" إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين [28]
قال سعيد عن : أي تأتونا عن طريق الخير وتصدوننا، وعن قتادة نحو منه، وقيل: تأتوننا عن اليمين من الجهة التي نحبها وننقاد إليها وتغرونا بذاك. ابن عباس والعرب تتفاءل لما كان على اليمين، وتسميه السانح وقيل: تأتوننا مجيء من إذا حلف لنا صدقناه.