[ ص: 422 ] وحكى (هل أنتم مطلعون) قال : يقال: طلع، وأطلع بمعنى واحد، وقد حكي: "هل أنتم مطلعون" بكسر النون وهي لحن لا يجوز لأنه جمع بين النون والإضافة، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعي، وإن كان أبو إسحاق سيبويه حكيا مثله وأنشدا: والفراء
هم القائلون الخير والآمرونه إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وإنشاد "والفاعلونه" وأنشد الفراء وحده: سيبويه
ولم يرتفق والناس محتضرونه جميعا وأيدي المعتفين رواهقه
وأنشد وحده: الفراء
وما أدري وظني كل ظن أمسلمني إلى قومي شراح
أما البيتان اللذان أنشدهما وشركه سيبويه في أحدهما فلا يعرف من قالهما [ ص: 423 ] ولا تثبت بهما حجة، ولو عرف من قالهما لكانا شاذين خارجين عن كلام الفراء العرب وما كان هكذا لم يحتج به في كتاب الله جل وعز، ولا يدخل في الفصيح. وأما البيت الذي أنشده فالقول فيه ما حكاه الفراء قال: أنشدنا أبو إسحاق "أأسلمني" وزعم محمد بن يزيد أنه يريد بشراح شراحيل. وهذا من أقبح الضرورات أن يرخم في غير النداء، وإنما لم يجز "هل أنتم مطلعون" بكسر النون لأنه جاء إلى ما لا ينفصل مما قبله بالنون وهذا ما لا وجه له، وهذا قول من يوثق به من النحويين منهم الفراء ، وهو أيضا قول محمد بن يزيد غير أنه أفسده بعد ذلك فقال: ضاربني مشبه بيضربني. الفراء
وحكي فاطلع فرآه [55]
وفيه قولان: أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا أي فأطلع أنا، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام، والقول الثاني على أن يكون فعلا ماضيا ويكون أطلع واطلع واحدا فرآه في سواء الجحيم عن قال: في وسطها والحسك حواليه. عبد الله بن مسعود