هذا في موضع رفع بالابتداء وخبره حميم على التقديم والتأخير أي هذا حميم وغساق فليذوقوه. ويجوز أن يكون "هذا" في موضع رفع بالابتداء وفليذوقوه في موضع الخبر. ويجوز أن يكون المعنى الأمر هذا وحميم وغساق] إذا لم تجعلهما خبرا فرفعهما على معنى: هو حميم وغساق. يرفعهما بمعنى هو حميم وغساق، وأنشد: والفراء
حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس وغودر البقل ملوي ومحصود
ويجوز أن يكون هذا في موضع نصب بإضمار فعل، كما تقول: زيدا [ ص: 470 ] أضربه، والنصب في هذا أولى. (وغساق) بالتخفيف قراءة أهل المدينة وأهل البصرة وبعض الكوفيين. فأما يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة فقرؤوا (وغساق) بالتشديد. فأما معناه فقال والكسائي وفيه هو قيح غليظ لو وقع شيء منه بالمشرق لأنتن من في المغرب، ولو وقع منه شيء بالمغرب لأنتن من في المشرق. قال عبد الله بن عمر: : غساق بارد، وعن غير مجاهد أنه يحرق ببرده كما يحرق الحميم بحره. وقال مجاهد : هو ما يسيل من بين جلودهم ولحمهم. قال قتادة : وسمعت أبو جعفر علي بن سليمان يقول: يقال: غسقت عينه إذا سالت، فغساق بالتشديد أولى، كما تقول: سيال. قال : وقد خالف في هذا غيره من رؤساء النحويين لأنه إذا قال: غساق جعله نعتا لغير معروف بعينه، وهذا بعيد في العربية فإذا قال: غساق فهو اسم، وهو أولى من أن يقام النعت مقام المنعوت ويحذف المنعوت. أبو جعفر