قراءة الحسن وأبي عمرو وأبي جعفر وعاصم . وقرأ والكسائي نافع وابن كثير ويحيى بن وثاب والأعمش (أمن هو) وحكى وحمزة أبو حاتم عن قال : من قرأ في الزمر (أمن هو) بالتخفيف فقراءته ضعيفة لأنه استفهام ليس معه خبر . قال الأخفش : هذا لا يلزم وقد أجمعوا جميعا على أن قرءوا أبو جعفر أفمن شرح الله صدره للإسلام وهو مثله . وفي القراءة بالتخفيف وجهان حسنان في العربية . وليس في القراءة الأخرى إلا وجه واحد . فأحد الوجهين أن يكون نداء ، كما يقال : يا زيد أقبل ، ويقال : أزيد أقبل . حكى ذلك وجميع النحويين كما قال . سيبويه
أبني لبينى لستم بيد إلا يدا ليست لها عضد
وكما يقال : فلان لا يصلي ولا يصوم أمن يصلي ويصوم أبشر ، والوجه الآخر أن يكون في موضع رفع بالابتداء والمعنى معروف أي أمن هو قانت آناء الليل أفضل أم من جعل لله أندادا؟ والتقدير الذي هو قانت . ومن قرأ (أمن هو) [ ص: 6 ] فتقديره أم الذي هو قانت أفضل ممن ذكر و"أم" بمعنى "أبل" . فأما معنى قانت فيما رواه عن عمرو بن الحارث دراج عن أبي الهيثم عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري . وروى كل قنوت في القرآن فهو طاعة لله جل وعز" عن الأعمش أبي سفيان عن أنه قال : جابر فتأوله جماعة من أهل العلم على أنه طول القيام . وروى (سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل ، قال : طول القنوت) عن عبد الله عن نافع سئل عن القنوت قال : ما أعرف القنوت إلا طول القيام وقراءة القرآن وقال ابن عمر : من القنوت طول الركوع وغض البصر . وكان العلماء إذا وقفوا في الصلاة غضوا أبصارهم وخضعوا ، ولم يلتفتوا في صلاتهم ، ولم يعبثوا ، ولم يذكروا شيئا من أمر الدنيا إلا ناسين . قال مجاهد : أصل هذا أن القنوت الطاعة ، وكل ما قيل فيه فهو طاعة الله جل وعز وهذه الأشياء كلها داخلة في الطاعة وما هو أكثر منها ، كما قال أبو جعفر وقال لي نافع : قم فصل فقمت أصلي وكان علي ثوب حلق فدعاني فقال لي : أرأيت لو وجهتك في حاجة وراء الجدار أكنت تمضي هكذا ، فقلت : لا كنت أتزين قال : فالله أحق أن يتزين له . ابن عمر
قال : "آناء الليل" ساعاته أوله وأوسطه وآخره . الحسن
وعن قال : "آناء الليل" جوف الليل . قال ابن عباس (يحذر الآخرة) أي عذاب الآخرة . سعيد بن جبير قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا [ ص: 7 ] يعلمون قال : أي كما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذا لا يستوي الطائع والعاصي . وقال غيره : الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به ، فأما من لم ينتفع بعلمه ولم يعمل به فبمنزلة من لم يعلم أبو إسحاق إنما يتذكر أولو الألباب أي إنما ينتفع بذكره وينتفع به ويعتبر أولو العقول الذين ينتفعون بعقولهم فهؤلاء ينتفعون ويمدحون بعقولهم لأنهم انتفعوا بها .