وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله [10]
قيل : شاهد بمعنى شهود تشهد جماعة من بني إسرائيل ممن أسلم على أنهم قد قرءوا التوراة . وفيها تعريف نزول القرآن من عند الله جل وعز ومن أجل ما روي في ذلك ما رواه عن مالك بن أنس أبي النضر عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجنة إلا ففيه نزلت ( عبد الله بن سلام وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ) قال : ومع هذا فقد عارض هذا الحديث علماء جلة منهم أبو جعفر مسروق فقالا : لم تنزل في والشعبي ؛ لأن السورة مكية عبد الله بن سلام وعبد الله بن سلام بالمدينة ، وإنما نزلت في غيره . والحديث صحيح السند وقد احتج [ ص: 161 ] على من أنكر ذلك بأن السورة وإن كانت مكية فإنه قد يجوز أن يضم إليها بعض ما أنزل بالمدينة لأن التأليف من عند الله جل وعز يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أحب وأراد . فهذا قول بين ، وقد قيل : إن قريشا وجهت من مكة إلى المدينة لأنه كان بها علماء اليهود يسألون عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم فشهد بنبوته صلى الله عليه وسلم فأنزل الله جل وعز ( عبد الله بن سلام قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) الآية ومع هذا كله فإن الحديث ، وإن كان صحيح السند فقد قيل : إن الذي في الحديث من قوله وفيه نزلت ليس من كلام سعد وإنما هو من كلام بعض المحدثين خلط بالحديث ولم يفصل .