ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم    [ 73 ] 
قال  أبو جعفر   : هذه الآية من أشكل ما في السورة ، وقد ذكرناها ، والإعراب يبينها . فيها أقوال ؛ فمن قال : إن في الكلام تقديما وتأخيرا ، فإن المعنى : ولا تؤمنوا أن يأتي أحد مثل ما أوتيتم إلا من اتبع دينكم ، وجعل اللام زائدة فهو عنده استثناء ليس من الأول ، وإلا لم يجز التقديم . ومن قال : المعنى على غير تقديم ولا تأخير ، جعل اللام أيضا زائدة أو متعلقة بمصدر ، أي لا تجعلوا تصديقكم  [ ص: 387 ] إلا لمن اتبع دينكم بأن يؤتى أحد من العلم برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما أوتيتم . وتقدير ثالث : أي كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم . وقال  الفراء   : يجوز أن يكون قد انقطع كلام اليهود عند قوله : إلا لمن تبع دينكم  ثم قال لمحمد   - صلى الله عليه وسلم - : قل إن الهدى هدى الله  أي إن البيان بيان الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم  أي بين أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، وصلحت أحد لأن " أن " بمعنى " لا " مثل " يبين الله لكم أن تضلوا " أي أن لا تضلوا . 
قال  أبو جعفر   : في قوله : قل إن الهدى هدى الله  قولان ؛ أحدهما : أن الهدى إلى الخير والدلالة على الله بيد الله - جل وعز - يؤتيه أنبياءه ، فلا تنكروا أن يؤتى أحد سواكم مثل ما أوتيتم ، فإن أنكروا ذلك فقل : إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء . والقول الآخر : قل إن الهدى هدى الله الذي أتاه المؤمنين من التصديق بمحمد   - صلى الله عليه وسلم - لا غيره ، أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من البراهين والحجج والأخبار بما في كتبهم أو يحاجوكم عند ربكم . قال  الأخفش   : أي ولا يؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولا تصدقوا أن يحاجوكم ، يذهب إلى أنه معطوف . وقال  الفراء   : " أو " بمعنى " حتى " ، و " إلا أن " . 
				
						
						
