ما كذب الفؤاد ما رأى [11]
هذه قراءة أكثر القراء ، وقرأ الحسن وقتادة ويزيد بن القعقاع [ ص: 268 ] الجحدري ( وعاصم ما كذب الفؤاد ) مشددا . التقدير في التخفيف ما كذب فؤاد محمد محمدا فيما رآه وحذفت في كما حذفت "من" في قوله جل وعز من ( واختار موسى قومه سبعين رجلا ) لأنه مما يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف . قال : وهذا شرح بين ولا نعلم أحدا من النحويين بينه ، ومن قرأ كذب فزعم أبو جعفر أنه يجوز أن يكون أراد صاحب الفؤاد . وأجاز أن يكون معنى "ما كذب" صدق . والقراءة بالتخفيف أبين معنى ، وبالتشديد يبعد؛ لأن معناها قبله وإذا قبله الفؤاد أي علمه فلا معنى للتكذيب . والقراءة بالتخفيف بينة أي صدقه . واختلف أهل التأويل في معنى ( الفراء ما كذب الفؤاد ما رأى ) فقال وجماعة معه : رأى ربه جل وعز قال : وخص الله ابن عباس إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالخلة وموسى بالتكليم ومحمدا صلى الله عليه وسلم بالرؤية كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم . والقول الآخر قول "رأيت ربي جل وعز فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى" ابن مسعود رضي الله عنهما أنه رأى وعائشة جبرائيل على صورته وقد رفعه عن زر عبد الله جبرائيل على صورته له ستمائة جناح عند سدرة المنتهى ورفعته عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وردت على عائشة ما قاله . ابن عباس