ولقد رآه نـزلة أخرى [13]
أحسن ما قيل فيه وأصحه أن الضمير يعود على شديد القوى ، كما حدثنا الحسن بن غليب قال : حدثنا محمد بن سوار الكوفي قال : حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن قال : مسروق قالت رضي الله عنها : ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله جل وعز الفرية : من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله ( عائشة وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) . ومن زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من أمر [ ص: 270 ] الوحي فقد أعظم على الله الفرية والله جل وعز يقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ، ومن زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله جل وعز الفرية والله جل ثناؤه يقول ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) والله يقول ( لا تدركه الأبصار ) قلت : يا أم المؤمنين ألم يقل : ( ولقد رآه نـزلة أخرى ) ( ولقد رآه بالأفق المبين ) قالت : أنا سألت عن ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : "رأيت جبرائيل صلى الله عليه وسلم نزل سادا الأفق على خلقه وهيبته أو خلقه وصورته ، وقال "نزلة أخرى" مرة أخرى . قال الفراء : "نزلة" مصدر في موضع الحال ، كما تقول : جاء فلان مشيا أي ماشيا ، والتقدير ولقد رآه نازلا نزلة أخرى أي في نزوله
أبو جعفر