إنا أنـزلنا التوراة فيها هدى ونور [44]
هدى في موضع رفع بالابتداء ونور عطف عليه ( والربانيون والأحبار ) عطف على النبيين ( ومن لم يحكم بما أنـزل الله ) رفع بالابتداء وخبره ( فأولئك هم الكافرون ) ، وقد ذكرنا معناه ومن أحسن ما قيل فيه قول قال هذا في اليهود خاصة ، ويدل على ما قال ثلاثة أشياء منها : أن اليهود قد ذكروا قبل هذا في قوله ( الشعبي للذين هادوا ) فعاد الضمير عليهم ومنها أن سياق الكلام يدل على ذلك ألا ترى أن بعده وكتبنا عليهم فيها فهذا الضمير لليهود بإجماع وأيضا .
[ ص: 22 ] فإن اليهود هم الذين أنكروا الرجم والقصاص فإن قال قائل من - إذا - كانت للمجازاة فهي عامة إلا أن يقع دليل على تخصيصها قيل له : ( من ) ههنا بمعنى الذي مع ما ذكرنا من الأدلة والتقدير واليهود الذين لم يحكموا بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، فهذا أحسن ما قيل في هذا ، وقد قيل : من لم يحكم بما أنزل الله مستحلا لذلك ، وقد قيل : من ترك الحكم بجميع ما أنزل الله فهو كافر .