هذه قراءة أهل الحرمين وأهل الكوفة وأهل البصرة إلا أبا عبد الرحمن فإنهما قرآ (وكذلك زين) بضم الزاي (لكثير من المشركين قتل [ ص: 98 ] أولادهم) برفع (قتل) وخفض (أولادهم) (شركاؤهم) بالرفع. والحسن
وحكى أن أبو عبيد وأهل ابن عامر الشام قرءوا (وكذلك زين) بضم الزاي لكثير من المشركين قتل أولادهم برفع (قتل) ونصب (أولادهم) (شركائهم) بالخفض.
وحكى غير عن أهل أبي عبيد الشام أنهم قرءوا (وكذلك زين) بضم الزاي (لكثير من المشركين قتل أولادهم) برفع (قتل) وخفض (أولادهم) (شركائهم) بالخفض أيضا.
قال : فهذه أربع قراءات، الأولى أبينها وأصحها، تنصب (قتل) بزين، وخفض (أولادهم) بالإضافة (شركاؤهم) رفع بزين لا بالقتل؛ لأنهم زينوا ولم يقتلوا، وهم شركاؤهم في الدين ورؤساؤهم. أبو جعفر
والقراءة الثانية أن يكون (قتل) اسم ما لم يسم فاعله (شركاؤهم) رفع بإضمار فعل؛ لأن (زين) يدل على ذلك، أي: زينه شركاؤهم، ويجوز على هذا: ضرب زيد عمرو بمعنى ضربه عمرو ، وأنشد : سيبويه
138 - ليبك يزيد ضارع لخصومة
وقرأ ابن عامر من رواية وعاصم : (يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) وقرأ ابن عباس : (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) بمعنى: قتلتهم النار. إبراهيم بن أبي عبلة
فأما ما حكاه ، عن أبو عبيد وأهل ابن عامر الشام فلا يجوز في كلام ولا شعر، وإنما أجاز النحويون التفريق بين المضاف والمضاف إليه في الشعر بالظرف؛ لأنه لا يفصل، فأما بالأسماء غير الظروف فلحن، وأما ما حكاه غير أبي [ ص: 99 ] عبيد - وهي القراءة الرابعة - فهو جائز على أن تبدل (شركاؤهم) من (أولادهم) لأنهم شركاؤهم في النسب والميراث (ليردوهم) لام كي وليلبسوا عليهم دينهم أي يأمرونهم بالباطل فيصير الحق مغطى عليه، فبهذا يلبسون.