الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وقوله: nindex.php?page=treesubj&link=28908_29702_30434_30437_30532_30539_30549_34123_34513nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=77قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ؛ أي: لولا توحيدكم إياه؛ وجاء في التفسير: " ما يعبأ بكم " : " ما يفعل بكم؟ " ؛ وتأويل " ما يعبأ بكم " ؛ أي: أي وزن يكون لكم عنده؟! كما تقول: " ما عبأت بفلان " ؛ أي: " ما كان له عندي وزن؛ ولا قدر " ؛ وأصل " العبء " ؛ في اللغة: الثقل؛ ومن ذلك " عبأت المتاع " ؛ جعلت بعضه على بعض؛ وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=77فقد كذبتم فسوف يكون لزاما ؛ جاء في التفسير عن الجماعة أنه يعنى به يوم " بدر " ؛ وجاء أنه لوزم بين القتلى لزاما؛ وقرئت: " لزاما " ؛ وتأويله - والله أعلم -: " فسوف يكون تكذيبكم لزاما؛ يلزمكم فلا تعطون التوبة وتلزمكم العقوبة؛ فيدخل في هذا يوم " بدر " ؛ وغيره مما يلزمهم من العذاب؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: " لزاما " : فيصلا؛ وهو قريب مما قلنا؛ إلا أن القول أشرح؛ وأنشد nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة لصخر؛ أخي الهذلي: [ ص: 79 ]
فإما ينجوا من حتف أرض ... فقد لقيا حتوفهما لزاما
وتأويل هذا أن الحتف إذا كان مقدرا فهو لازم؛ وإن نجا من حتف مكان لحقه في مكان آخر؛ لازما له لزاما؛ ومن قرأ: " لزاما " ؛ بفتح اللام؛ فهو على مصدر " لزم؛ لزاما " . [ ص: 80 ]