الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ؛ يعني به دفع الإنسان الشيء ليعوض ما هو أكثر منه؛ فذلك في أكثر التفسير ليس بحرام؛ ولكنه لا ثواب لمن زاد على ما أخذ؛ والربا ربوان؛ والحرام كل قرض يؤخذ به أكثر منه؛ أو يجر منفعة؛ فهذا حرام؛ والذي ليس بحرام هو الذي يهبه الإنسان؛ يستدعي به ما هو أكثر منه؛ أو يهدي الهدية يستدعي بها ما هو أكثر منها؛ وقوله: وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله ؛ [ ص: 188 ] أي: وما أعطيتم من صدقة لا تطلبون بها المكافأة؛ وإنما يقصدون بها ما عند الله؛ " فأولئك هم المضعفون " ؛ أي: فأهلها هم المضعفون؛ أي: هم الذين يضاعف لهم الثواب؛ يعطون بالحسنة عشرة أمثالها؛ ويضاعف الله لمن يشاء؛ وقيل: المضعفون ؛ كما يقال: " رجل مقو " ؛ أي: صاحب قوة؛ و " موسر " ؛ أي: صاحب يسار؛ وكذلك " مضعف " ؛ أي: ذو أضعاف من الحسنات.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية