وقوله - عز وجل -: ولكن لا تواعدوهن سرا ؛ قال : " السر " : الإفصاح بالنكاح؛ وأنشد: أبو عبيدة
ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
[ ص: 318 ] وقال غيره: كأن " السر " ؛ كناية عن الجماع؛ كما أن " الغائط " ؛ كناية عن الموضع؛ وهذا القول عندي صحيح. وقوله - عز وجل -: ولا تعزموا عقدة النكاح ؛ معناه: لا تعزموا على عقد النكاح؛ وحذف " على " ؛ استخفافا؛ كما تقول: " ضرب زيد الظهر والبطن " ؛ معناه: على الظهر والبطن؛ وقال : إن الحذف في هذه الأشياء لا يقاس. سيبويه
وقوله - عز وجل -: حتى يبلغ الكتاب أجله ؛ معناه: حتى يبلغ فرض الكتاب أجله؛ ويجوز أن يكون " الكتاب " ؛ نفسه في معنى " الفرض " ؛ فيكون المعنى: حتى يبلغ الفرض أجله؛ كما قال - عز وجل -: كتب عليكم الصيام ؛ أي: فرض عليكم؛ وإنما جاز أن يقع " كتب " ؛ في معنى " فرض " ؛ لأن ما يكتب يقع في النفوس أنه ثبت؛ ومعنى هذا الفرض الذي يبلغ أجله: أيام عدة المطلقة؛ والمتوفى عنها زوجها.