إذا اعوججن قلت صاحب قوم
والأصل: " يا صاحب قوم " ؛ ولكنه حذف مضطرا؛ وكان الضم بعد الكسر؛ والكسر بعد الكسر يستثقل؛ وأنشدوا أيضا:
فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل
وهذان البيتان قد أنشدهما جميع النحويين المذكورين؛ وزعموا كلهم أن هذا من الاضطرار في الشعر؛ ولا يجوز مثله في كتاب الله؛ وأنشدناهما أبو العباس محمد بن يزيد - رحمه الله -:
إذا اعوججن قلت صاح قوم
وهذا جيد بالغ؛ وأنشدنا:
فاليوم فاشرب غير مستحقب
وأما ما يروى عن في قراءته: " إلى بارئكم " ؛ فإنما هو أن يختلس الكسر اختلاسا؛ ولا يجزم " بارئكم " ؛ وهذا - أعني [ ص: 276 ] جزم بارئكم - إنما رواه عن أبي عمرو بن العلاء من لا يضبط النحو كضبط أبي عمرو سيبويه؛ ورواه والخليل؛ باختلاس الكسر؛ كأنه تقلل صوته عند الكسرة. سيبويه فهل ينظرون إلا سنت الأولين ؛ معناه: " فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم؟! " ؛ والمعنى: " فهل ينتظرون إلا أن ينزل بهم من العذاب مثل الذي نزل بمن قبلهم؟! " .