وقوله - جل وعز -: ألم تر أن الله أنـزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ؛ جاء في التفسير أن كل ما في الأرض فابتداؤه من السماء؛ ومعنى " ينابيع " : الأمكنة التي ينبع منها الماء؛ وواحد " الينابيع " ؛ " ينبوع " ؛ وتقدره " يفعول " ؛ من " نبع؛ ينبع " .
لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف ؛ منازل في الجنة رفيعة؛ وفوقها منازل أرفع منها؛ وعد الله ؛ القراءة النصب؛ ويجوز: " وعد الله " ؛ فمن نصب - وهي القراءة - فبمعنى: " لهم غرف لأن المراد وعدهم الله غرفا وعدا " ؛ فـ " وعد الله " ؛ منصوب على المصدر؛ ومن رفع فالمعنى: " ذلك وعد الله " .
وقوله - جل وعز -: ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ؛ " ألوانه " : خضرة؛ وصفرة؛ وحمرة؛ وبياض؛ وغير ذلك؛ ثم يهيج ؛ قال يقال للنبت إذا تم جفافه: " قد هاج؛ يهيج؛ هيجا " . [ ص: 351 ] الأصمعي: ثم يجعله حطاما ؛ " الحطام " : ما تفتت وتكسر من النبت وغيره؛ ومثل " الحطام " : " الرفات " ؛ و " الدرين " ؛ إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب ؛ أي: تفكر لذوي العقول؛ فيذكرون ما لهم في هذا من الدلالة على توحيد الله - جل وعز.