[ ص: 179 ] سورة "التغابن" 
بسم الله الرحمن الرحيم 
مكية؛ ما خلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة؛  وهي من آخرها؛ قوله: يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم  ؛ إلى آخرها؛ وقيل: إن الصحيح أنها مدنية كلها. قوله - عز وجل -: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن   ؛ خلقكم في بطون أمهاتكم كفارا؛ ومؤمنين؛ وجاء في التفسير أن يحيى   - عليه السلام - خلق في بطن أمه مؤمنا؛ وخلق فرعون  في بطن أمه كافرا؛ ودليل ما في التفسير قوله - عز وجل -: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين  ؛ فأعلم الله (تعالى) أنه مخلوق كذلك؛ وجائز أن يكون خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن  ؛ أي: مؤمن بأن الله خلقه؛ وكافر بأن الله خلقه؛ ودليل ذلك قوله - سبحانه -: قتل الإنسان ما أكفره  من أي شيء خلقه  من نطفة خلقه فقدره  ؛ وقال: أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا  
				
						
						
