وقوله - جل وعلا -: nindex.php?page=treesubj&link=28908_30525_30532_30539_31931_32016_32416_32424_32426nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ؛ و " الحبل " : العهد؛ فأعلم الله أنهم بعد عز كانوا فيه؛ يبلغون في الذلة ما لا يبلغه أهل مكة؛ وكانوا ذوي منعة؛ ويسار؛ فأعلم الله أنهم يذلون أبدا؛ إلا أن يعزوا بالذمة التي يعطونها في الإسلام؛ وما بعد الاستثناء ليس من الأول؛ إنهم أذلاء إلا أنهم يعتصمون بالعهد إذا أعطوه.

وأعلم الله أنهم جعلت عقوبتهم هذه العقوبة الغليظة في الدنيا؛ والآخرة؛ لتغليظ ما ركبوه؛ فقال - جل وعلا: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ؛ موضع " ذلك " : رفع بالابتداء؛ المعنى: " أمرهم ذلك " ؛ و " حقهم ذلك بكفرهم؛ وقتلهم الأنبياء " ؛ وأعاد ذكر " ذلك " ؛ ثانية؛ فقال: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ؛ [ ص: 458 ] الاعتداء: المجاوزة في كل شيء؛ مجاوزة القدر؛ المعنى: حقها بكفرهم؛

وَقَوْلُهُ - جَلَّ وَعَلَا -: nindex.php?page=treesubj&link=28908_30525_30532_30539_31931_32016_32416_32424_32426nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ؛ وَ " اَلْحَبْلُ " : اَلْعَهْدُ؛ فَأَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ بَعْدَ عِزٍّ كَانُوا فِيهِ؛ يَبْلُغُونَ فِي الذِّلَّةِ مَا لَا يَبْلُغُهُ أَهْلُ مَكَّةَ؛ وَكَانُوا ذَوِي مَنْعَةٍ؛ وَيَسَارٍ؛ فَأَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ يُذَلُّونَ أَبَدًا؛ إِلَّا أَنْ يُعَزُّوا بِالذِّمَّةِ الَّتِي يُعْطَوْنَهَا فِي الْإِسْلَامِ؛ وَمَا بَعْدَ الِاسْتِثْنَاءِ لَيْسَ مِنَ الْأَوَّلِ؛ إِنَّهُمْ أَذِلَّاءُ إِلَّا أَنَّهُمْ يَعْتَصِمُونَ بِالْعَهْدِ إِذَا أُعْطَوْهُ.

وَأَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ جُعِلَتْ عُقُوبَتُهُمْ هَذِهِ الْعُقُوبَةَ الْغَلِيظَةَ فِي الدُّنْيَا؛ وَالْآخِرَةِ؛ لِتَغْلِيظِ مَا رَكِبُوهُ؛ فَقَالَ - جَلَّ وَعَلَا: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ؛ مَوْضِعُ " ذَلِكَ " : رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ؛ الْمَعْنَى: " أَمْرُهُمْ ذَلِكَ " ؛ وَ " حَقُّهُمْ ذَلِكَ بِكُفْرِهِمْ؛ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ " ؛ وَأَعَادَ ذِكْرَ " ذَلِكَ " ؛ ثَانِيَةً؛ فَقَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ؛ [ ص: 458 ] اَلِاعْتِدَاءُ: اَلْمُجَاوَزَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ؛ الْمَعْنَى: حَقُّهَا بِكُفْرِهِمْ؛