وقوله - جل وعز -: ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين إذ تصعدون ؛ و " تصعدون " ؛ جميعا؛ قد قرئ بهما؛ فمن قال: " تصعدون " ؛ فهو لكل من [ ص: 479 ] ابتدأ مسيرا من مكان؛ فقد " أصعد " ؛ والصعود إنما يكون من أسفل إلى فوق؛ ومن قرأ: " تصعدون " ؛ فالمعنى: إذ تصعدون في الجبل؛ ولا تلوون على أحد.
وقوله - عز وجل -: فأثابكم غما بغم ؛ أي: أثابكم بأن غممتم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نالكم غم؛ بما عوقبتم به للمخالفة؛ وقال بعضهم: " غما بغم " : إشراف عليهم بعد ما نالهم. وقوله - جل وعز -: خالد بن الوليد لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ؛ من غنيمة؛ ولا ما أصابكم ؛ أي: ليكون غمكم بأن خالفتم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط.