وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_19721_28723_34513nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ؛ الكلمات - والله أعلم - اعتراف آدم - عليه السلام - وحواء بالذنب؛ لأنهما قالا: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " ؛ اعترفا بذنبهما؛ وتابا؛ وفي هذه الآية موعظة لولدهما؛ وتعريفهم كيف السبيل إلى التنصل من الذنوب؛ وأنه لا ينفع إلا الاعتراف؛ والتوبة؛ لأن ترك الاعتراف بما حرم الله - عز وجل - حرام؛ وكفر بالله؛ فلا بد من الاعتراف مع التوبة؛ فينبغي أن يفهم هذا المعنى؛ فإنه من أعظم ما يحتاج إليه من الفوائد.
وقرأ
ابن كثير : " فتلقى آدم من ربه كلمات " ؛ والاختيار ما عليه الإجماع؛
[ ص: 117 ] وهو في العربية أقوى؛ لأن آدم تعلم هذه الكلمات؛ فقيل: " تلقى هذه الكلمات " ؛ والعرب تقول: " تلقيت هذا من فلان " ؛ المعنى: فهمي قيله من لفظه.
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_19721_28723_34513nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ؛ اَلْكَلِمَاتُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - اعْتِرَافُ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَحَوَّاءُ بِالذَّنْبِ؛ لِأَنَّهُمَا قَالَا: " رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ؛ اِعْتَرَفَا بِذَنْبِهِمَا؛ وَتَابَا؛ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مَوْعِظَةٌ لِوَلَدِهِمَا؛ وَتَعْرِيفُهُمْ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى التَّنَصُّلِ مِنَ الذُّنُوبِ؛ وَأَنَّهُ لَا يَنْفَعُ إِلَّا الِاعْتِرَافُ؛ وَالتَّوْبَةُ؛ لِأَنَّ تَرْكَ الِاعْتِرَافِ بِمَا حَرَّمَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - حَرَامٌ؛ وَكُفْرٌ بِاللَّهِ؛ فَلَا بُدَّ مِنَ الِاعْتِرَافِ مَعَ التَّوْبَةِ؛ فَيَنْبَغِي أَنْ يُفْهَمَ هَذَا الْمَعْنَى؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْفَوَائِدِ.
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ : " فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ " ؛ وَالِاخْتِيَارُ مَا عَلَيْهِ الْإِجْمَاعُ؛
[ ص: 117 ] وَهُوَ فِي الْعَرَبِيَّةِ أَقْوَى؛ لِأَنَّ آدَمَ تَعَلَّمَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؛ فَقِيلَ: " تَلَقَّى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ " ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " تَلَقَّيْتُ هَذَا مِنْ فُلَانٍ " ؛ اَلْمَعْنَى: فَهْمِي قِيلَهُ مِنْ لَفْظِهِ.