تبشري بالرفه والماء الروي ... وفرج منك قريب قد أتي
وبعض العرب يجري ما يجريه في الوقف - في الأصل - مجراه في [ ص: 119 ] الوقف؛ وليس هذا الوجه الجيد؛ وزعم أن الذين أبدلوا من الألف الياء؛ أبدلوها في الوقف؛ ليكون أبين لها؛ وحكى أيضا أن قوما يقولون في الوقف: " حبلو " ؛ و " أفعو " ؛ وإنما يحكي أهل اللغة والعلم بها كل ما فيها؛ ليتميز الجيد المستقيم المطرد؛ من غيره؛ ويجتنب غير الجيد؛ فالباب في هذه الأشياء أن ينطق بها في الوصل والوقف بألف؛ فليس إليك أن تقلب الشيء لعلة؛ ثم تنطق به على أصله والعلة لم تزل؛ فالقراءة التي ينبغي أن تلزم هي: سيبويه هداي فلا خوف ؛ إلا أن تثبت برواية صحيحة " هدي " ؛ فيقرأ بها؛ ووجهه من القياس ما وصفنا؛ فأما قوله: " هذا صراط علي مستقيم " ؛ وقوله: " إلي مرجعكم " ؛ فلا يجوز أن يقرأ: " هذا صراط علاي " ؛ ولا: " ثم إلاي مرجعكم " ؛ لأن الوصل كان في هذا: " إلاي " ؛ و " علاي " ؛ ولكن الألف أبدلت منها مع المضمرات الياء؛ ليفصل بين ما آخره مما يجب أن يعرب ويتمكن؛ وما آخره مما لا يجب أن يعرب؛ فقلبت هذه الألف ياء لهذه العلة.