1065 - قال : فأتاهم الله من حيث [2]
يقول: فجاءهم الله ، أي: جاءهم أمره، وقال بعضهم : فآتاهم أي: الله آتاهم العذاب؛ لأنك تقول: "أتى هو وآتيته" ، كما تقول: "ذهب وأذهبته".
1066 - وقال : ما قطعتم من لينة [5]
وهي من "اللون" في الجماعة ، وواحدته : "لينة" ؛ وهو ضرب من "النخل" ، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى "الياء".
1067 - وقال : ما أفاء الله على رسوله [6]
لأنك تقول: "فاء علي كذا وكذا وأفاءه الله" ، كما تقول: "جاء وأجاءه الله" ، وهو مثل "ذهب وأذهبته".
1068 - وقال : كي لا يكون دولة [7]
و"الدولة" في هذا المعنى : أن يكون ذلك المال مرة لهذا ، ومرة لهذا ، وتقول: "كانت لنا عليهم الدولة"؛ وأما انتصابها فعلى : "كيلا يكون الفيء دولة".
[ ص: 539 ] و"كيلا تكون دولة" ، أي: "لا تكون الغنيمة دولة" . يزعمون أن "الدولة" أيضا في المال لغة للعرب، ولا تكاد تعرف "الدولة في المال.
1069 - وقال : ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا [9]
أي: مما أعطوا.
1070 - وقال : لئن أخرجوا لا يخرجون معهم [12]
فرفع الآخر؛ لأنه معتمد لليمين؛ لأن هذه "اللام" التي في أول الكلام إنما تكون لليمين ، كقول الشاعر[ ]: كثير عزة
(304) لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذا لا أقيلها
1071 - وقال : أنهما في النار خالدين فيها [17]
فنصب "الخالدين" على الحال ، و: في النار خبر، ولو كان في الكلام "أنهما في النار" ؛ لكان الرفع في خالدين جائزا، وليس قولهم: "إذا
[ ص: 540 ] جئت بـ"فيها" مرتين فهو نصب بشيء. إنما "فيها" توكيد جئت بها أو لم تجئ بها ؛ فهو سواء. ألا ترى أن العرب كثيرا ما تجعله حالا إذا كان فيها التوكيد وما أشبهه. وهو في القرآن منصوب في غير مكان؛ قال : إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها [سورة البينة: 6] .