القدر المعجز من القرآن
أ- يذهب المعتزلة إلى أن الإعجاز يتعلق بجميع القرآن لا ببعضه ، أو بكل سورة برأسها .
ب- ويذهب بعضهم إلى أن المعجز منه القليل والكثير دون تقييد بالسورة لقوله تعالى : فليأتوا بحديث مثله .
جـ- ويذهب آخرون إلى أن الإعجاز يتعلق بسورة تامة ولو قصيرة ، أو قدرها من الكلام كآية واحدة أو آيات .
ولقد وقع التحدي بالقرآن كله : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله .
وبعشر سور : فأتوا بعشر سور مثله .
وبسورة واحدة : فأتوا بسورة مثله .
وبحديث مثله : فليأتوا بحديث مثله .
ونحن لا نرى الإعجاز في قدر معين ; لأننا نجده في أصوات حروفه ووقع كلماته ، كما نجده في الآية والسورة ، فالقرآن كلام الله وكفى .
وأيا كان وجه الإعجاز ، أو القدر المعجز فإن الباحث المنصف الذي يطلب الحق إذا نظر في القرآن من أي النواحي أحب : من ناحية أسلوبه ، أو من ناحية علومه ، أو من ناحية الأثر الذي أحدثه في العالم وغير به وجه التاريخ ، أو من تلك النواحي مجتمعة ، وجد الإعجاز واضحا جليا ، ويجدر بنا أن نأتي بكلمة في [ ص: 257 ] هذه النواحي الثلاثة من الإعجاز القرآني : ناحية الإعجاز اللغوي ، وناحية الإعجاز العلمي ، وناحية الإعجاز التشريعي .