فائدة القسم في القرآن
تمتاز اللغة العربية بدقة التعبير واختلاف الأساليب بتنوع الأغراض ، وللمخاطب حالات مختلفة ، هي المسماة في المعاني بأضرب الخبر الثلاثة : الابتدائي ، والطلبي ، والإنكاري .
فقد يكون المخاطب خالي الذهن من الحكم فيلقى إليه الكلام غفلا من التأكيد ، ويسمى هذا الضرب : ابتدائيا .
وقد يكون مترددا في ثبوت الحكم وعدمه ، فيحسن تقوية الحكم له بمؤكد ليزيل تردده ، ويسمى هذا الضرب : طلبيا .
وقد يكون منكرا للحكم ، فيجب أن يؤكد له الكلام بقدر إنكاره قوة وضعفا ، ويسمى هذا الضرب : إنكاريا .
والقسم من المؤكدات المشهورة التي تمكن الشيء في النفس وتقويه ، وقد نزل القرآن الكريم للناس كافة ، ووقف الناس منه مواقف متباينة ، فمنهم الشاك ، ومنهم المنكر ، ومنهم الخصم الألد . فالقسم في كلام الله يزيل الشكوك ، ويحبط الشبهات ، ويقيم الحجة ، ويؤكد الأخبار ، ويقرر الحكم في أكمل صورة .