3- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - لابن عطية:
ابن عطية من قضاة الأندلس المشهورين، نشأ في بيت علم وفضل، وكان فقيها جليلا، عارفا بعلوم الحديث والتفسير واللغة والأدب، ذكي الفؤاد، حسن الفهم، من أعيان مذهب المالكية. وكتابه في التفسير يسمى "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز".
وقد لخص فيه ابن عطية ما روي من التفسير بالمنقول وأضفى عليه من روحه العلمية الفياضة ما أكسبه دقة ورواجا، والكتاب يقع في عشر مجلدات كبار وكان مخطوطا إلى عهد قريب ثم طبع في المغرب سنة 1975 بتحقيق "المجلس العلمي بفاس - مديرية الشؤون الإسلامية- المملكة المغربية" والكتاب له شهرته، وينقل عنه كثير من المفسرين. وهو كثير الاهتمام بالشواهد الأدبية، والصناعة النحوية. ويقارن أبو حيان في مقدمة تفسيره بينه وبين تفسير فيقول: "وكتاب الزمخشري ابن عطية أنقل، وأجمع، وأخلص، وكتاب ألخص وأغوص". الزمخشري
ويعقد ابن تيمية مقارنة بين الكتابين كذلك فيقول: "وتفسير ابن عطية خير من تفسير وأصح نقلا وبحثا، وأبعد عن البدع، وإن اشتمل على بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير". الزمخشري،
ويقول ابن تيمية كذلك: "وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة، [ ص: 355 ] وأسلم من البدعة من تفسير ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل. فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير الزمخشري، -وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرا- ثم إنه يدع ما نقله محمد بن جرير الطبري عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كان أقرب إلى السنة من ابن جرير المعتزلة".
"